مفاتيح الابواب الستة - رواية قصيرة [بقلم : سمية محمد ]



بقلم : سمية محمد

#مفاتيح_الابواب_السته هذا العنوان البسيط المتواضع الذي وضعته لعالمي ...! به‍ فتاة تعيش في منزلٍ كبير مليئ بالاساطير~ شعرها اسود منسدل على كتفيها طويل لكن ليس بالكثير و لا بالقليل ، جسمها نحيف يشع بياضا ، ترتدي فستانا خفيفا ابيضا بلا اكمام طوله الى ركبتيها ليس بالضيق و لا بالفضفاض ~ تستيقط في الصباح الباكر مع اشعة الشمس كي تلقي نظرة على نسمات الهواء المتطايرة فتجدد اكسجينها بهواء نقي جميل و تلقي نظرة على النوارس البعيدة التي تصنع الموسيقى التصويرية للحدث المترنمة ،تبدأ موسيقاها حالمة جميلة تنبع من داخلها وتسمعها فتصير في حالة انفصال كامل عن الواقع و الذات بل و سائر الكائنات ، ترتسم ابتسامتها الغامضة على شفتيها المضمومتين ~تسير على الرمال الذهبية امام شاطئ البحر الازرق الداكن اللون ترى الاسماك ذات الالوان المتعددة و هي تتمايل يمينا و يسارا ترقص على نغمات النوراس و الموسيقى العذبة الالحان ~ نعم فهذه هي راحتها المتيمة داخلها و هل هناك سعادة غيرها؟!~ تجلس قليلا و ترقص كثيرا و تستلقي بجسدها على الرمال تدغدغ جسدها ذرات الرمال المتكسرة لتنظر الى السماء السماوية و الغيوم الرمادية تحاول اكتشاف ما تعنيه تلك الغيمة و الاخرى التي بجوارها الى ان تملئ بطاريتها بالحياة المفعمة بالحيوية و تجدد نفسها.. بعدها◀| تدخل الى منزلها المتواضع تلقي نظرة على مفاتيح ابواب غرفها فهي اثمن ما لديها كي يطمئن قلبها ، تبدأ رحلتها بالتنقل بين غرفة و اخرى ~ الغرفة رقم واحد~( عالم غريبي الاطوار) بها يوجد نعيم الحياة كل ما لذ و طاب من الفواكه و الخضروات و الاطعمة الشهية و اناس غريبي الاطوار يأكلون طعامهم بطريقة مملة لهم اسلوب في الحديث غير لائق الفاظهم غامضة و حديثهم غريب و منحط لكن هي تحب ان تنظر اليهم و التمعن في صورهم و اشكالهم فهم يأخذونها الى عالم اخر خارج عن الراحة المعتادة التي تقتحمها اما شاطئ منزلها ، فهم يلوثون اذنيها بعبارات لا بأس بها و حديثهم عن الفاحشة و الفتاة الساقطة و الضحك الذي لا ينتهي و صوت قهقهتهم المتواصلة العالية التي تجعل الاموات يعودون للحياة من جديد .. تسير بين الاسواق تأكل تفاحه، تشتري عقدا، تجد طفلا مارا فتلاعبه و كأنها اصغر سنا منه و اقل عقلا، تسير و تسير فتجد هذا يرمقها بنظره اعجاب تبتسم اليه تلك الابتسامة الغامضه و تلاحقها بنظرة استهزاء، تساعد عجوز مسن تحاكيها و تستمع لما يحوم في قلبها من الام و احزان فتواسيها و من ثم تقبل جبينها و توصيها بأحدى الوصايا فتعود الابتسامة من جديد الى قلبها و تودعها بتلك العبارة {انتبهي لنفسك يا عمة} نعم يا لها من اوقات تجعلها تشعر بنعيم الدنيا و ما فيها و الابتسامة لا تفارق فمها ~ تهدأ قليلا و تتريث من جديد .. الغرفة رقم اثنين~ (عالم الاكسجين) كتب هناك و هناك بجميع الاشكال و الانواع و الالوان المتداخلة و المواضيع الشيقة و الرسومات الغامضة تدخل الى هناك تخرج عنان الهواء الملوث داخلها كي تبدله بأكسجين اخر يجعل منها عالمة و حاسبة و طبيبة و اديبة و شاعرة و فنانة و مهندسة و راقصة و قبطانة و قاضية و مدرسة و طالبة ، نعم هو اكسجينها و متنفسها الذي يخلق لها عوالم اخرى بعيدا عن عوالمها ، تتصفح هذا وذاك ، تلقي شعراً، تكتب نثراً ، تغني اغنيةً ، تحكم بلداً ، تسجن ظالماً و خائناً ، تحيي ما قد مات و ما قد ذبل ، تحيي ارواحا هلكت و اشجارا جفت و بيوتا هدمت، بالعدل تسير امورها و بالعلم ترتقي بفكرها فهناك شعبٌ ينتظرها , تعيش كل تفاصيل الكتب التي تقرأها و تتخيل نفسها جزءا او شخصية من شخصيات الكتاب تفحم قلبها بالنشاط و عقلها بالمعلومات و الخبرات الى ان تنشط من جديد ، تمسك قلما و يبدأ خيالها الواسع الملئ بالعواطف بالكتابة ، و تكتب في ورقة سمراء عاشقة وهي تتقمس شخصية العاشق الولهان المتيم بالحب الذي ينبض قلبه بالاشتياق و الالم على الفراق ، يفضفض ما بداخله لتلك الورقة الصماء.. و بحبر يقبل وجه‍ ورقة سمراء عاشقه‍،، بحبري العاشق مثل كحل عينيها،، صرت ارسم لها احبك،، ضاقت بي الصفحات،، فأمسكت احمر شفاهها،، الذي سرقته من بين يديها ،، و بيد متيمة بحضن كفيها،، كتبت على زجاج النوافذ بالأحمر "أحبگ" ،، ربما تلمحها عيناها.. بلغة رجل فقير عارية ، لا يملك سوى الصوت ، غنيت لها "أحبگ" "احبگ" "احبگ" حتى غفوت~ فجأة تجد كتابا مكتوب على غلافه عبارة كبيرة { درس الحــريـــة}.. لم تفتح الكتاب بل كان هناك دوامة مليئة بالعبارات تحوم في عقلها.. مسكت قلما و ورقة و بدأت بكتابة شعر.. قالت عـذراً يـا أســتـاذي أحجابي مـسّكَ بأذيــّه؟! قال رسبتِ! فهـيـا انصرفي لن تنجـح بنــتٌ رجــعـيّه! عـــــاد الأســتــاذ لمـقـعـده كــي يكـمــل درس (الـــحـــريّـــه!) ان كنتُ بنظرِكـ رجعيه قل لي: كيف هي الحريه؟؟ اهي بنظراتٍ سافرةٍ ام بعباءاتٍ مخزية ام بلباسٍ شافِّ عاري او بمحادثةٍ غزليه او بنظامٍ قاسٍ ظالم دون اكتراثٍ بالبشرية ام بفكرٍ ضالٍ منحرفٍ او بتصرفاتٍ همجيه عذرا يا استاذي فإني (ضاعت منها القافية في هذا المقطع لانها لم تعتد كتابة الشعر) لم افهم معنى الحريه!! نظر الاستاذ بدهشه..! لم بتفوه بأي كلمه.. بات الضعف يلزمه و الخوف بات يقتله.. صاحت الفتاة بوجهه اخبرني ما هو معنى الحرية؟! سالت الدموع على خديها حزنا لحال البشريه السكون عمَّ المكان فجأه اصبح الجميع يحدق بها لبرهه هل هي مجنونه ام ارهابيه؟! قالت بصوت عالى: يا طلاب الثانوية الحرية ليست حجاب يرمى ولا دين يمحى ولا اخلاق تفنى انما هي رقى فكر يُعلىٰ و احترام بالعقل يُثنىٰ و بناء مستقبل يَحيٰ و تمسك بالعقيدة يزهينا بها لحظة هنا ..! ديني و حجابي خلقي و حيائي هل فهمتم معنى الحرية ؟ فيالا جمال الفتاة الرجعية ان كنت انا رجعية مرحى بتلك الرجعية فيها حفظ لكرامة مادمت على الحق ندية وحجابي سلاح احمله ينشق اعناق اللابشريه ديني و حجابي خلقي و رضا ربي ما هو الا حرية..! نعم انا بنت الرجعية ما دمت على الحق ندية و لتتشدقوا بالحرية فديني قد ضمن لي الحرية واعلاء كلمة التوحيد المجدية صرخت الفتاة بأعلى صوت لديها نعم انا رجعية و سأبقى رجعية هتفت الطلابات بثوريه فالتحيا تلك الرجعيه نهض الاستاذ من مقعده كي ينزع تلك الرجعيه قال رسبتم فهيا انصرفوا لن تنجح بنت رجعيه!! خرج الاستاذ من مكتبه كي ينادي مدير الثانوية خرجت الطالبات الى ساحة الثانوية تناشد .. فلتحيا الروح الاسلامية فلتحيا فتيات الرجعية سينهض العالم يوما كي ينشد تلك الاغنية وتحكي الامة لربتها اسطورة تلك الرجعية اسطورة تلك الحرية..! (توقفت دوامتها الى هذا الحد).. الغرفة رقم ثلاثة (عالم الحب) يحكم هذا العالم بعقيده الحب حتى المباني فيه تطلى باللون الاحمر فهو عالم لا يوجد به اي لون داكن قد يجعل الفؤاد حزينا او كئيبا و حتى الطيور و الحيوانات فيه تعيش بالحب و الالفة و السكون و الرخاء .. عالم فيه كل قلب طيب و جميل و لا يهتم بالتفاصيل .. عالم متعاون و مبتسم للحيا ة .. تسير في شوارعه تتلف يمينا تجد هذا يقبل حبيبته تتلفت يسارا تجد هذا يرقص مع عشيقته على انغام الحب نعم فهو عالم لا تنقطع فيه موسيقى الحب حتى العصافير تصدر نغمة موسيقية و الطيور تتراقص و الازهار و الاشجار و الغيوم و العشب و حتى الجبال .. تنظر امامها تجد هؤلاء متشبثين ايديهم بأيدي بعضهن لبعض .. و هؤلاء يعانقون بعضهم بعضا .. هذه تنام على كتف حبيبها فينظر اليها و يتمتم لها بكلمات ينشرح قلبها بسماعها بل يطير فتجد الابتسامة قد ظهرت على تفاصيل وجهها .. فتبتسم و تواصل طريقها على ارصفة الحب .. و في وسط زحام الحب تسمع اغنية تعشقها تعشق كل حرف بها ... أصابك عشق أم رميت بأسهم فما هذه إلا سجية مغرم ألا فاسقيني كاسات وغني لي بذكر سليمة والكمان ونغمي أيا داعيا بذكر العامرية أنني أغار عليها من فم المتكلم أغار عليها من ثيابها إذا لبستها فوق جسم منعم أغار عليها من أبيها وأمها إذا حدثاها بالكلام المغمغم وأحسد كاسات تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم في الفم.. آآآه و يالا جمال تلك العبارات لمغنيها المفضل عبدالرحمن محمد .. بدأت تتراقص على نغمات الاغنية و تغني بصوتها العذب .. نظر اليها العاشقون من هذه يا ترى انها ترتدي فستانا ابيضا و ليس احمرا و ترقص على نغمات تلك الاغنية و ليس لديها حبيب يرافقها.. علموا اصحاب هذا العالم انها غريبة و قادمة من عالم آخر .. لكنها ليست كذلك بل هي تنتظر حبيبها كي تقضي وقتها معه في عالمها هذا، حبيبها الذي لا يعلم من هي؟ و من تكون؟ ومن اين اتت ؟ فقط وقع في حبها من النظرة الثانية .. واخيرا قد رأته يلوح لها من بعيد تركض، تركض،تركض ..ترتمي في احضانه كالطفل الصغير و تقبله و تحدثه عن كمية اشتياقها له وهو يغني لها شعرا و يهمس في اذانها بكلمات عشق .. تنام على كتفه و تنصت الى عباراته وتتمسك بيده جيدا بل تعصرها نعم فهو عشيقها الابدي ~ يرن جرس الساعه فتودعه كي ترحل وهو يقول لها في وقت الرحيل : سأنتظرك كثيرا اعلم انك ستأتين الى، ارجوكي لا تبتعدي عني .. يعانقها و هو يتمتم : اقتربي مني ،دعي روحك في جسدي كي ينبض بها.. "الى اللقاء".. ~| الغرفة رقم اربعة ( روحها الثانية) (الام،الاب،الاخوات،الاقرباء،الاصدقاء،الملاهي، الالعاب، روح المحبة الصادقة، شوارع مزينه بالانوار، الاطفال) تلك الاشياء التي يحتويها هذا العالم، تقضي وقتا في الجلوس مع والدتها و سماع فضفضة قلبها و كل ما يحزنها و تخفف عنها الام جروحها ، تقتحم غرف اخواتها تقضي معهم وقت الليل يستمتعون بمشاهدة فلم سينمائي على شاشة التلفاز مع تناول الفشار و رقائق الذرة و الضحك المتواصل فهي من اسعد اوقات حياتها ، تذهب مع صديقاتها في الملاهي يمروحون و يصرخون و يرقصون و يلعبون هنا، و يغنون بأصواتهم الشاهقه المدهشه فلكل واحدة منهم مشاعرها الخاصة بها و عالمها التي صنعته لها بمخيلتها و منهم من لا تهتم بالمشاعر فقط هي تعيش لراحة نفسها تجدها دائما مبتسمة مقهقة الضحكة لا تفارق شفتيها حتى اذا حاولت التحدث معها في الحب او الهموم تقطع الحديث و تبدله بالمواقف المرحة المليئة بالسخرية و الاستهزاء، هي تحب كل التفاصيل التي تجدها في صديقاتها وتشعر بالانتماء فيما بينهم ، تودع صديقاتها بل ارواحها الثانية لتذهب الى منزل اقاربها تتناول معهم اشهى الاطعمة و تشاركهم الحديث عن حياتهم و مواقفهم المضحكة و ارواحهم الجميلة المرحة ، تشبع حياتها و روحها بالحنان و الامل المتجدد وبالفرح و السعادة المطلقة كي تختفي فجأة فقد شاركت الجميع احزانهم و همومهم و سعادتهم و حديثهم و طعامهم و العابهم نعم فهي المحبوبة بينهم و هم من ينتظرون قدومها بفارغ الصبر كي يطمئنوا عليها فهي تعتبر جزءا منهم ايضا.. الغرفة رقم خمسة(شارع من شوارع باريس) الشارع مظلم ، سااكن ، تسمع فيه انفاسك ، خالي من اي كائن حي.. ، فهي دائما تحب الجلوس بمفردها في هذه الاماكن ، كي تراجع فيه نمط يومها و كل المواقف التي صدرت منها ، تراجع شخصيتها و ذاتها ، فتحاول تطوير ذاتها و فهمها و تكوين شخصيتها للاحلى و الاجمل فهي دائما تحب ان تظهر بمظهر حسن ولا تحب ان تجد فيها عيبا او صفة سلبية او اي شئ ينعكس عليها بطريقة سلبية لذلك فهي تحاول دائما ان تتخلص من تلك العيوب التي بها ان اكتشفتها كي تستمر حياتها في تجدد مستمر ... تجلس على الكرسي الموضوع في رصيف الشارع، يوجد بقربه مصباح ينير كرسيها، المصباح اضاءته خافتة جدا لانه مكان مهجور لا يوجد به اي نفس ، لكن به نسمات هواء تجعلها تذهب الى عالم اخر ففي تلك اللحظة التي تغمض عينها و تستنشق ذرات الهواء التي تخترق خلايا انفها ففتذهب الى عالم آخر عالم يجعل الحروف متراقصة في ذهنها فـ تبادر بالكتابة لكن هذه المرة لم تكن تكتب بورقة و قلم بل هي تكتب في ذهنها تكتب عبارات لا يعلمها غيرها.. تقضي وقتا مع ذهنها فهناك حفلة تقام هناك مليئة بالأجواء المسلية .... تفتح عينها فجأة~ الغرفة رقم سته (الكرسي الفضي) و تأتي نهاية يومها و يالا جمال تلك النهايات ،، لا احب النهايات الحزينة لذلك وضعت نهاية يومي بل يومها سعيده .... تجلس على كرسيها الفضي بين السماوات السبع تستغفر و تسبح و تصلي و تدعو الله الى ان يطمئن قلبها و تشعر بالانشراح، تشكي ما بقلبها لرب السماوات السبع ومن فيهن فتجد رحمة الله قد اصابت قلبها .. تتأمل النجوم و القمر و الغيوم فهي تحب دائما التدبر في خلق الله و ابداعه في خلق الكون تبتسم و تمسك ورقة وهي على كرسيها تدون كل ما تتمناه و ما تريده من رب العالمين تقوم بتدوينه ثم تطلقه في عنان الهواء بين الغيوم و السحاب و تتمنى من داخل قلبها ان بتقبل الله امنياتها ... تودع امنياتها و قمرها و غيومها ونجومها و حتى كرسيها الفضي و تطلق روحها الى ربها كي تنعم بنووم عمييق و مليئ بجميع الاحلام الجميلة و تصبحون على خير فقد نامت الاميررة في امن و سلام،،))
التعليقات
0 التعليقات

0 تعليقات

 
ادارة: مصطفي الملواني