صدمها بكلماته التي القاها
كجمرات صوبت جميعها نحو قلبها تحرقه , فارتجف جسدها كله تداعيا لتألم أهم الاعضاء ,
متهافتًا له تهافت الحباء المقوض , عيناها تنظران له كالملائكة , لا تعرف هل هي
تحاول استعطافه بنظراتها ! , تائهة كطفل تركته امه في ظلام دامس يتخبط بين حوائط
الحيرة محاولا ان يخرج من غرفة لا تسمع بها الا اصوات اشباح الألم معلنة عن قدومها
, نظرات الشفقة تملأ عينيها وهي تنظر له يهدم ما بنته من مأوى تلجأ له محتمية من
اي عاصفة تلحق بحياتها , لم تنزل دمعة من عيونها ولم تنطق ببنت شفة , انتظرت قليلا
ثم قالت :
- لم أصدم كهذه
المرة بحياتي ابداً , ظننت انك احببتني حقا
لم ينتظر لحظة
واضاف مسرعا كأنه رتب الحديث برأسه مسبقا :
" وانا لم
اقل انني لم احبْك , ولكن هل ما اشعر به هذا هو الحب ؟! اذا فلا فائدة منه , لا
يقدم ولا يؤخر من شيء "
- كيف الحب لا
يكفي ؟ الم تقل انك كنت تنتظرني سنواتٍ ؟ الم يكن هذا هو كلامك ؟
اضاف بابتسامة
ساخرة وبكلمات ينطقها ببطء وغرور :
" استخدم
عقلي اكثر منه قلبي , ماهو الحب ؟ هل لديك تعريف محدد له , ام ستقولين كسائر من
سألتهم انه شيء لا يمكن ان يوصف ؟ "
تلمع عيناها
معلنة عن انهار من الدموع قادمة , ولكنها لم تدمع قط , بنبرة ممزوجة بمشاعر عشق
وصوت خافت اضافت :
- كنتُ اعيش
لأجلك , كنت اسعى لاري السعادة بعينيك وابذل قصارى جهدي لذلك , افرح لفرجك , واحزن
لضيفتك
" آه ..
حسناً , املك تفسيرا لهذا , سأقوله لكِ , اذا تلاعبنا قليلا ببعض قواعد الحب الاساسية
, واذا تغيرت طبيعتنا البشرية قليلا , واصبحت سعادة من تحب لا ترتبطْ بسعادتك , هل
ستسعين لاسعاده ولو للحظة ؟!! أنتِ لا تسعين لاسعادي سوى لانك تحبيني , ولانك
تحبيني فسعيك لاسعادي يعود عليك بشعور سعادة , هذه هي الخلاصة كاملة , فانت
تسعديني ليس لاسعادي مجردا بل لان اسعادي يسعدك "
ربما كلمات تكفي
لقتلها , رأى في عينيها قمة الألم , وتأكد مما رآه عندما ظلت صامدة لم تدمعْ
عينياها , شفتاها متعانقتان لم يتفارقا , يزداد ألمها كلما ابتسم , ولم يكف عن
ابتسامته الساخرة , ولكن هذه المرة ابتسم ابتسامة غريبة من نوعها عندما رآها لم
ولن تردَ علي كلامه او تحاول معاتبته وحتي ان تسبه , فاضاف : " ألم أقل لكِ
انني استخدم عقلي اكثر منها مشاعري ؟ "
شاهدها وهي تصغر
شيء فشيئا , وتدخل في الصورة مرة آخرى , اعاد الصورة للالبوم ثم اغلقه , اغمض
عينيه وتاه في مملكة نفسه المريضة الغير متحدة ..


0 التعليقات