ماليخوليا 4






 صدمها بكلماته التي القاها كجمرات صوبت جميعها نحو قلبها تحرقه , فارتجف جسدها كله تداعيا لتألم أهم الاعضاء , متهافتًا له تهافت الحباء المقوض , عيناها تنظران له كالملائكة , لا تعرف هل هي تحاول استعطافه بنظراتها ! , تائهة كطفل تركته امه في ظلام دامس يتخبط بين حوائط الحيرة محاولا ان يخرج من غرفة لا تسمع بها الا اصوات اشباح الألم معلنة عن قدومها , نظرات الشفقة تملأ عينيها وهي تنظر له يهدم ما بنته من مأوى تلجأ له محتمية من اي عاصفة تلحق بحياتها , لم تنزل دمعة من عيونها ولم تنطق ببنت شفة , انتظرت قليلا ثم قالت :
- لم أصدم كهذه المرة بحياتي ابداً , ظننت انك احببتني حقا
لم ينتظر لحظة واضاف مسرعا كأنه رتب الحديث برأسه مسبقا :
" وانا لم اقل انني لم احبْك , ولكن هل ما اشعر به هذا هو الحب ؟! اذا فلا فائدة منه , لا يقدم ولا يؤخر من شيء "
- كيف الحب لا يكفي ؟ الم تقل انك كنت تنتظرني سنواتٍ ؟ الم يكن هذا هو كلامك ؟
اضاف بابتسامة ساخرة وبكلمات ينطقها ببطء وغرور :
" استخدم عقلي اكثر منه قلبي , ماهو الحب ؟ هل لديك تعريف محدد له , ام ستقولين كسائر من سألتهم انه شيء لا يمكن ان يوصف ؟ "
تلمع عيناها معلنة عن انهار من الدموع قادمة , ولكنها لم تدمع قط , بنبرة ممزوجة بمشاعر عشق وصوت خافت اضافت :
- كنتُ اعيش لأجلك , كنت اسعى لاري السعادة بعينيك وابذل قصارى جهدي لذلك , افرح لفرجك , واحزن لضيفتك
" آه .. حسناً , املك تفسيرا لهذا , سأقوله لكِ , اذا تلاعبنا قليلا ببعض قواعد الحب الاساسية , واذا تغيرت طبيعتنا البشرية قليلا , واصبحت سعادة من تحب لا ترتبطْ بسعادتك , هل ستسعين لاسعاده ولو للحظة ؟!! أنتِ لا تسعين لاسعادي سوى لانك تحبيني , ولانك تحبيني فسعيك لاسعادي يعود عليك بشعور سعادة , هذه هي الخلاصة كاملة , فانت تسعديني ليس لاسعادي مجردا بل لان اسعادي يسعدك "
ربما كلمات تكفي لقتلها , رأى في عينيها قمة الألم , وتأكد مما رآه عندما ظلت صامدة لم تدمعْ عينياها , شفتاها متعانقتان لم يتفارقا , يزداد ألمها كلما ابتسم , ولم يكف عن ابتسامته الساخرة , ولكن هذه المرة ابتسم ابتسامة غريبة من نوعها عندما رآها لم ولن تردَ علي كلامه او تحاول معاتبته وحتي ان تسبه , فاضاف : " ألم أقل لكِ انني استخدم عقلي اكثر منها مشاعري ؟ "
شاهدها وهي تصغر شيء فشيئا , وتدخل في الصورة مرة آخرى , اعاد الصورة للالبوم ثم اغلقه , اغمض عينيه وتاه في مملكة نفسه المريضة الغير متحدة ..
التعليقات
0 التعليقات

0 تعليقات

 
ادارة: مصطفي الملواني