بقلم / احمد وفدي
حزم
امتعته و نظر الي غرفته نظرة اخيرة و كأنها ستكون المرة الاخيرة التي يراها فيها,
مودعا ذكرياته معها ثم اغلق الباب و توجه الي الغرفه المجاوره و طرق بابها ليأتيه
صوت من داخلها قائلا:
-تفضل بالدخول.
فتح
الباب ليدخل ثم القي بحقائبه جواره و وقف متسمراً حتي قتل صمت الغرفه ذاك الاشيب
قائلا:
-أقررت الرحيل يا ولدي؟
-نعم يا ابي, لم يعد لي مكاناً في هذا المجتمع المريض, سأهاجر و
اتنقل من بلد الي بلد, من ثقافة الي ثقافة, حتي اجد غايتي و مرادي, حتي اجد ارض
احلامي, المدينه الفاضله التي لطالما حلمت بها, حتي اجد وطني الذي اشعر تجاهه
بالانتماء.
ابتسم
العجوز ثم تنهد قائلا:
-لا توجد مدينة فاضلة يا ولدي .. انها مجرد احلام لا يمكن تحقيقها
و خرافات لا يمكن تصديقها, الناس هم الناس يا ولدي مهما تغيرت البيئة المحيطه بهم
سيظلوا كما هم, الخير موجود و الشر موجود و الصراع دائم, انها القوانين التي تحدد
مدي فضيلة المجتمع و تكبح جماح فساد مواطنيه, لا يوجد مجتمع مجرد من الخطأ, لا
يوجد ملائكة بيننا, هم خلقه غير خلقتنا.. اما نحن.. فمجرد بشر..
تمت..


0 التعليقات