الرجل العصوي





أبي .. أبي .. قالتها "سليندر" صارخة اثر كابوس مفزع راودها اثناء نومها , جاء الاب مسرعا تبدو على وجهه ملامح الارتياع :
"ماذا بك يا حبيبتي ؟! "
قالها وهو يمسح على شعرها الاملس مداعبا خصلاته , لم تستطع سليندر اجابته لحظة سؤاله فكانت الدموع تنهمر رغما عنها ولم تستطع التماسك , اخذت تبكي لحظات وابيها يحاول تهدئتها , ثم تنهدت وقالت :
" كان طويلا للغاية يا أبي .. ونحيفا ولم يكُ ".. منعتها الدموع المتساقطة وارتعاشها رعبا من ان تكمل روايتها , مسح الاب دموعها وربت على كتفها وقال لها :
" لاتكملي , انه حلم سيء , انسي ونامي حبيبتي وستصبحين بشكل جيد "
قالها الاب مبتسما يحاول تهدئة ابنته ولكنها لم تستجب واضافت :
" ولكنه قال انه سيأتي لي يا أبي " قالتها وعانقته محتمية من وهمها المرعب , احتضنها الاب , ثم قال انه سيبقى بجانبها حتي تستيقظ , وضعها على سريرها وظل بجانبها حتى غطت في سبات عميق , وذهب ..
" ماذا بها ؟ " قالتها الام مستفهمه عندما خرج الاب من غرفة ابنته , وذهبا الى غرفتهما , رجعا ليحاولان اكمال نومهما ..
" أبي .. أبي .. " كان هذا صوت صريخ "سليندر" مرة آخرى , رجع الأب مسرعا فكان صوت صريخها اقوى من المرة الاولى , امسك بمقبض الباب ليفتحه , ولكنه لم يفتح , زاد الصريخ "أبي ..إنه هنا" , حاول الأب مرارا تحريك المقبض ولكنه لا يفتح , رجع للخلف وركل الباب ركلة قوية محاولا كسره , ولكنها محاولة بائت بالفشل , يزداد صريخ "سليندر" ويزداد رعب الأب ومحاولاته البائسة تبوء جميعها بالفشل , حتى سكتت "سليندر" , ازداد رعب الأب في هذه اللحظة , فكسر مقبض باب الغرفة ..
" ماذا بك ؟ هل تخافين مني ؟ كنت أخشى ذلك لذا قدمت لك في حلمك وقلت انني قادم " قالها رجل شديد النحافة كعصا خشبية , وجهه بدون ملامح , طويل لدرجة انه كان يحدثها من نافذة غرفتها الذي هو في الطابق الثاني , واصاب سليندر شلل بلا حراك ظلت , ادخل يده من النافذة , كانت بها العديد من المخالب , واشتد الرعب في قلب سليندر ولكن لم يظهر روعها فقد ظلت مشلولة الحركة ,  بطرف احد مخالبه وظل يمسح على شعرها بحذر ..
" لا تخافي يافتاتي " قالها بصوت أب حنون , ثم اضاف :
" انا جئت اليك فقط لاثبت لك ان كل مايقولونه كذب , انا لا اتغذى على الاطفال , ولست بشخص سيء , يمكننا ان نلعب معا "
قالها وامسك بها ثم وضعها على ارضية غرفتها , خدشها باحد مخالبه خدش صغير , وقال لها :
" أرأيتي ؟ هذا اقصى ما يمكنني فعله , اقسم لكِ " بصوت اشد حدة اضاف :
" ولكن حتى لا أحمل وزر القسم , هناك اقوى من هذا قليلا , دعيني أريك "
فتح قبضة يده فظهر مخلب اصبعه الاوسط , اخذ يلامس اطراف مخالبه بجسدها , ثم .. بتر قدمها اليسرى ..
" أبي .. أبي .. " صرخت سليندر حتى شعرت ان قلبها كاد ان يتمزق من شدة الصرخة , دخل الاب فاحتضنته , يمسح عنها الرُّحَضَاء وهي تروي له ما رأته بمنامها والدموع ما تزال تنهمر كسيول لم تتمكن من منعها , تقول كلمة وتقف لفترة تصل دقيقة تبكى , روت كل ماحدث لأبيها , فاصاب الأب الدهشة , وقال مبتسما بسخرية :
" ولكن يا سليندر .. غرفتك بنظام تكييف لا يسمح بوجود نافذة في الغرفة " ..
التعليقات
0 التعليقات

0 تعليقات

 
ادارة: مصطفي الملواني